آدم موسى أوباما:
رئيس تحرير صحيفة أصوات الضحايا
في هذا العدد الثاني والعشرين من صحيفة أصوات الضحايا، نتوقف لنوجّه التحية أولًا إلى فريق العمل الذي يبذل جهوده في ظروف معقّدة واستثنائية. و يواصلون العمل بإصرار وبمسؤولية . كما نثمّن جهود مجلس ادارة منظمة مناصرة ضحايا دارفور التي تحمل العبء التنظيمي والإداري رغم ضغط الواقع.
كان الأسبوع المنصرم غنيًا بالأحداث التي تعكس صورة دارفور كما هي: معاناة، ومبادرات إنسانية، ومحاولات جادة لفتح نوافذ للأمل ففي طويلة، نفّذت منظمة الأمل والملاذ ومنظمة مناصرة ضحايا دارفور، بالتعاون مع منظمة العفو التطوعية، مبادرة توزيع حقائب الكرامة للنساء والفتيات. وهي خطوة مهمة تلبي احتياجات أساسية تمثل عنصرًا حساسًا في حياة النساء، ولا تقل أهمية عن الغذاء والماء. مثل هذه الأنشطة تؤكد أن العمل الإنساني لا يزال حاضرًا رغم قسوة الظروف.
وفي كورما، مثّلت زيارة الوفد الأممي بقيادة توم فليتشر حدثًا مفصليًا. فمنظمة مناصرة ضحايا دارفور قامت بدور أساسي في ترتيب الزيارة وتنسيق لقاءات الوفد مع الضحايا والنازحين، مما أتاح عرض الصورة الحقيقية للوضع الإنساني بلا تزيين ولا مواربة، وإذا ما أفضت هذه الزيارة إلى فتح المسارات الإنسانية، فستكون خطوة ذات أثر حقيقي على حياة الناس.
ومع ذلك، لم يخلُ الأسبوع من الأحداث المؤلمة، فقد استهدفت طائرة مسيّرة قافلة مساعدات غذائية في ولاية وسط دارفور في هجوم يرقى إلى انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف.
كما شهدت محلية المالحة أحداثًا دامية أدت إلى سقوط عدد من المدنيين، وهو ما يعيد التأكيد على أن دائرة العنف ما تزال مستمرة وأن المدنيين هم أكبر المتضررين منها.
أما إعلان الهدنة من جانب قوات الدعم السريع، فنراه خطوة في الاتجاه الصحيح ونطالب القوات المسلحة أيضاً بإعلان هدنة . فالحرب، كما نكرر دائمًا، لا تحمل أي مكسب حقيقي، ولا مخرج منها إلا عبر الحوار وفتح المسارات الإنسانية وإعلاء قيمة حياة المدنيين.
إن زيارة توم فليتشر لطويلة ولقاءاته مع المنظمات والمجتمعات المحلية تمثّل فرصة ينبغي ألا تضيع، ويبقى التحدي الحقيقي في تحويل الوعود إلى أفعال، وترجمة ما سمعه الوفد إلى خطوات ملموسة على الأرض.
وفي ختام هذا العدد، نؤكد من جديد: المحاسبة حق، وحماية المدنيين واجب، وفتح المسارات الإنسانية ضرورة لا تُؤجَّل.