DVS Org

العدد الخامس عشر.. مآسي النازحين بين النزوح والكوليرا

الأستاذ / مزمل الغالي المحامي والمدافع

مع استمرار الحرب في السودان، تتفاقم يومًا بعد يوم معاناة المدنيين الأبرياء. تارة من أفواه البنادق، وتارة أخرى تحت وطأة ظروف قاهرة لا ترحم. الموت يلاحقهم بصور شتى، مباشرًا أو غير مباشر، لكنه يظل واحدًا في نتيجته ،المدنيون هم الضحايا.
ومن خلال هذه النافذة الصغيرة، نحاول تسليط الضوء على التراجيديات الهائلة التي أهلكت المدنيين، آملين أن نزرع بذرة رحمة وعطف في قلوب من كان سببًا في ضياع أحلام الأطفال وتشريد أسرهم.
النازحون الذين أُجبروا على ترك ديارهم قسرًا منذ بدايات الألفية الثانية حول مدينة الفاشر، وجدوا أنفسهم مجددًا في دوامة النزوح مع اندلاع الحرب الحالية في شمال دارفور. هذه المرة انتهى بهم المطاف إلى مدينة طويلة غرب الفاشر، طلبًا للحماية من نيران البنادق. لكنهم لم يتوقعوا أن للحرب وجوهًا أخرى لا تقل فتكًا. تفشي مرض الكوليرا الذي بدأ ينهك أجسادهم بصمت، ويحصد الأرواح بعيدًا عن أي استجابة إنسانية أو مسؤولية وطنية.
ووفقًا لبيان منسقية النازحين واللاجئين، فقد سُجلت أكثر من 13,000 إصابة بالكوليرا و557 حالة وفاة منذ تفشي المرض في إقليم دارفور، منها 5,616 إصابة بمدينة طويلة وحدها، التي أصبحت واحدة من أكثر المناطق المنكوبة بالوباء.
إننا في صحيفة أصوات الضحايا نرفع صوتنا عاليًا لمناشدة جميع الجهات الإنسانية والدولية للتدخل العاجل، وتقديم المساعدة الطبية العاجلة للنازحين المصابين، حتى لا يتحول النزوح القسري إلى حكم بالإعدام الجماعي عبر الأمراض والأوبئة.
https://aswatduhaya.net/?p=1729

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top