DVS Org

تقرير ميداني حول استهداف منزل مواطن بطائرة مسيّرة في حي العقيدة – مدينة عطبرة، ولاية نهر النيل

تابعت منظمة مناصرة ضحايا دارفور بقلق بالغ حادثة الاستهداف الجوي التي وقعت في الساعات الأولى من صباح يوم 18 ديسمبر 2025م بمدينة عطبرة، ولاية نهر النيل، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين ووفاة طفلة، في سياق استمرار الهجمات بالطائرات المسيّرة على المناطق المأهولة بالسكان.
وبحسب المعلومات التي تحققت منها المنظمة عبر مقابلة مباشرة مع شاهد عيان يُدعى (إبراهيم محمد) وهو أحد أقارب الأسرة المتضررة، فإن الحادثة وقعت حوالي الساعة الثالثة صباحًا بتوقيت السودان، عندما كانت أسرة المواطن عبدالله محمد آدم (42 عامًا) نائمة داخل منزلها الكائن بحي العقيدة، الواقع في الجهة الجنوبية من مدينة عطبرة. وأفاد الشاهد بأن طائرة مسيّرة يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع قدمت من الناحية الجنوبية الغربية، واستهدفت المنزل بشكل مباشر، مما أدى إلى احتراقه بالكامل.
أسفر القصف عن إصابة أربعة مدنيين من أفراد الأسرة، وهم:
عبدالله محمد آدم (42 عامًا)، أُصيب بجروح في اليد والكتف.
محمد عبدالله محمد آدم (12 عامًا)، طفل.
موسى عبدالله محمد آدم (8 أعوام)، طفل.
يسرى عبدالله محمد آدم (6 أعوام)، أُصيبت بإصابة بالغة.
وقد جرى نقل المصابين إلى مستشفى حوادث عطبرة لتلقي العلاج، إلا أن الطفلة يسرى عبدالله محمد آدم فارقت الحياة متأثرة بإصابتها داخل المستشفى، ما يرفع حصيلة الحادثة إلى حالة وفاة واحدة على الأقل، إضافة إلى إصابات جسدية ونفسية جسيمة وسط الأسرة.
وأفادت المنظمة أن أسرة الضحية أصدرت بيانًا حمّلت فيه قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن استهداف منزلهم، معتبرةً الهجوم اعتداءً مباشرًا على مدنيين عُزّل داخل منطقة سكنية لا توجد بها أي أهداف عسكرية.
الاطار القانوني لهذه الانتهاك
هذا الهجوم يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، ولا سيما مبدأي التمييز والتناسب، اللذين يحظران استهداف المدنيين والمنازل المدنية أو شن هجمات عشوائية في المناطق المأهولة بالسكان. كما يشكل الفعل جريمة بموجب القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م، خاصةً المواد المتعلقة بالقتل الخطأ أو العمد، وإحداث الأذى الجسيم، والإتلاف الجنائي للممتلكات.
في ظل النزاع المسلح الدائر في السودان، فإن استهداف المنازل المدنية بالطائرات المسيّرة يرقى إلى جريمة حرب وفق أحكام اتفاقيات جنيف والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ويستوجب المساءلة الجنائية الفردية للمنفذين والقادة الذين أصدروا الأوامر أو سمحوا بوقوع الهجوم.
وإزاء هذه الحادثة، تؤكد منظمة مناصرة ضحايا دارفور أن استمرار استهداف المدنيين في مناطق بعيدة عن جبهات القتال، مثل مدينة عطبرة، ينذر بتوسّع رقعة الانتهاكات ويضاعف من المخاطر التي تهدد حياة المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.
التوصيات
ممارسة ضغط فعّال على قوات الدعم السريع لوقف استهداف المدنيين والمناطق السكنية فورًا.
فتح تحقيق مستقل وشفاف في الحادثة ومحاسبة جميع المسؤولين عنها.
ضمان حق الضحايا وأسرهم في العدالة وجبر الضرر والتعويض.
تعزيز آليات حماية المدنيين في ظل النزاع المسلح القائم في السودان.

https://www.tiktok.com/@darfur_victims_support/video/7585252093796060428

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top