DVS Org

قصف الفرح… حين تُستهدف الحياة المدنية بطائرات الموت في جنوب كردفان

تُدين منظمة مناصرة ضحايا دارفور بأشد العبارات الجريمة الجسيمة التي ارتكبتها طائرة مُسيَّرة تابعة للجيش السوداني، باستهدافها تجمعًا لمدنيين عُزّل في منطقة بيام جلد بمقاطعة الدلنج، ولاية جنوب كردفان/جبال النوبة، في اعتداء صارخ يجسّد استهتارًا فاضحًا بحياة المدنيين وانتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي الإنساني.

ووفقًا لإفادة شاهد عيان موثوق أدلى بها للمنظمة من داخل المنطقة، وقع الهجوم في حوالي الساعة العاشرة صباحًا من يوم الأربعاء الموافق 25 ديسمبر 2025، بينما كان مواطنون مدنيون، غالبيتهم من الأطفال، يحتفلون بعيد الميلاد المجيد في أجواء سلمية خالصة، دون وجود أي نشاط أو هدف ذي طبيعة عسكرية في محيط المكان.

أسفر الهجوم عن مقتل اثني عشر (12) مدنيًا وإصابة تسعة عشر (19) آخرين، بعضهم في حالات حرجة، في اعتداء يعكس قصدًا جنائيًا واضحًا ونمطًا متكررًا في استخدام الطيران المُسيَّر ضد تجمعات مدنية محمية، على نحو يتعارض بصورة مباشرة مع مبدأي التمييز والتناسب المنصوص عليهما في القانون الدولي الإنساني.

الضحايا القتلى (بحسب المعلومات المتاحة):
– فيصل عبد الله عنينات (43 عامًا)
– بدرالدين عبد اللطيف (34 عامًا)
– طفلة مجهولة الهوية من قرية كركراية
– تسعة مدنيين آخرين لم تُستكمل إجراءات التحقق من هوياتهم حتى تاريخه

الجرحى:
– مناسك جبريل أمانة (14 عامًا)
– جابر حماد حسين (58 عامًا)
– حواء التوم نواي (14 عامًا)
– رمضان إبراهيم الأمين (34 عامًا)
– الهادي حسين علي (12 عامًا)
– عبده محمد بابو (11 عامًا)
– هيفاء التوم نواي (10 سنوات)
– تبيان يوسف البي (16 عامًا)
– عواطف الرشيد (19 عامًا)
– جاكلين جوزيف (9 سنوات)
– رجاء عبد الله خرطوم (23 عامًا)
– زكريا الإمام إدريس (34 عامًا)
– جيمس بنيامين (13 عامًا)
– كباشي عمر رحمة (23 عامًا)
– حامد عمر رحمة (14 عامًا)
– آدم توتو الموية (29 عامًا)
– التومة كافي كوة (24 عامًا)
– سُلافة يوسف رمضان (12 عامًا)

وترى المنظمة أن هذا الهجوم يُشكّل جريمة جسيمة قد ترقى إلى جريمة حرب، لكونه استهدف مدنيين خلال مناسبة دينية سلمية، دون أي مبرر عسكري مشروع، وفي سياق يتسم بتكرار الاعتداءات الجوية على مناطق مدنية مأهولة.

وتحمّل منظمة مناصرة ضحايا دارفور الجيش السوداني المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء وما ترتب عليه من خسائر بشرية فادحة، مؤكدة أن استمرار الإفلات من العقاب يشجع على تكرار هذه الجرائم ويقوّض أي فرص حقيقية لحماية المدنيين أو إرساء السلام.

وبناءً عليه،
تدعو المنظمة إلى فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف لتحديد المسؤوليات ومساءلة الجناة ومن أصدروا الأوامر، وتطالب بتحقيق العدالة للضحايا وذويهم وجبر الضرر وفق المعايير الدولية، كما تناشد مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي اتخاذ تدابير عاجلة وفعّالة لحماية المدنيين في السودان ووضع حد لاستخدام الطيران المُسيَّر ضد التجمعات السكانية.

إن استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم لا يمكن تفسيره بوصفه حيادًا، بل يُسهم عمليًا في إدامة معاناة المدنيين الأبرياء، الأمر الذي يستوجب تحركًا حاسمًا يضع حماية الأرواح فوق أي اعتبارات سياسية أو عسكرية.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top