منظمة مناصرة ضحايا دارفور
تقرير عن استهداف المدنيين بمدينة مليط بالقصف الجوي المتعمد
٤ سبتمبر 2024
تسلط منظمة مناصرة ضحايا دارفور الضوء على القصف الجوي المتعمد الذي نفذه الطيران الحربي التابع للجيش على القرى والمناطق السكنية في دارفور. هذا التقرير يوثق تفاصيل هذه الهجمات التي استهدفت الأبرياء، ودمرت المستشفيات، وألحقت أضرارًا جسيمة بمصادر المياه والبنية التحتية، دون وجود أي مبررات عسكرية تبررها. بناءً على شهادات المواطنين الذين تواصلت معهم المنظمة، يتضح أن هذه المناطق لم تكن تحتوي على أي وجود عسكري، بل كانت بعيدة تمامًا عن مسرح العمليات العسكرية.
الهجمات الجوية الأخيرة تعيد للأذهان سوابق متعددة لاستخدام سلاح الطيران في استهداف المدنيين خلال النزاعات الماضية بعد ٢٠٠٣ . في واقعة سابقة، تم تسجيل محادثة بين قائد طائرة حربية ومركز القيادة الجوية، حيث أكد الطيار أن المنطقة المستهدفة خالية من أي تواجد عسكري، ورغم ذلك، تم إصدار الأمر بقصف المنطقة، مما يشير إلى نية متعمدة و فعل ممنهج في استهداف المدنيين.
قصف مدينة مليط
في صباح الثاني من سبتمبر 2024، حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا، شنت الطائرات الحربية التابعة للجيش قصفًا جويًا على مدينة مليط بولاية شمال دارفور. ووفقًا لشاهد عيان لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور، فقد استهدف القصف عدة مواقع حيوية في المدينة:
1. الضربة الأولى: سقطت في منزل السيد عثمان حامد، شرق مركز التأهيل التربوي، مما أدى إلى تدمير المركز بشكل كامل. يُعد هذا المركز أكبر مأوى للنازحين الذين فروا من مدن الفاشر، نيالا، زالنجي، والجنينة، ويقدر عددهم بحوالي 09 ألف نازح.
2. الضربة الثانية: استهدفت منزل الأستاذ جدو حامد محمد في حي النصر، غرب المسجد الأخضر، مما أسفر عن إصابة اثنين من أبنائه. نظرًا لسوء الاتصالات، لم نتمكن من الحصول على أسمائهم.
3. الضربة الثالثة: ضربت سوق المحاصيل الزراعية في السوق الكبير، والذي يعتبر المصدر الرئيسي للغذاء في المدينة.
4. الضربة الرابعة: استهدفت مكتب خزينة محلية مليط، مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، من بينهم:
• زهراء فضل محمد أبكر (من حي الامتداد)
• نصرالدين محمد
• آمنة محمدين يحي (من حي دار النعيم)
• نملة الدومة (من قرية كدنو)
• صاحب آدم إبراهيم عربي.
توصيات ومطالب
في ضوء هذه الهجمات الممنهجة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، تعبر منظمة مناصرة ضحايا دارفور عن قلقها البالغ وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في دارفور. وتطالب المنظمة بما يلي:
1. فرض حظر طيران: تطالب المنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بفرض حظر طيران في السودان، لحماية المدنيين من الهجمات الجوية المتعمدة.
2. تحقيق دولي: تدعو المنظمة المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
3. تقديم المساعدات الإنسانية: تدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين من هذه الهجمات.
الخاتمة
إن استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية في دارفور بواسطة الطيران الحربي يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويستلزم استجابة فورية من المجتمع الدولي. منظمة مناصرة ضحايا دارفور ستواصل جهودها في توثيق هذه الانتهاكات والدفاع عن حقوق المدنيين في دارفور، وستظل تطالب بالعدالة والمساءلة.
إعداد: منظمة مناصرة ضحايا دارفور
التاريخ: ٤ سبتمبر 2024