تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان في محلية مليط بولاية شمال دارفور بواسطة قوات الدعم السريع

منظمة مناصرة ضحايا دارفور

8 سبتمبر 2024م

تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان في محلية مليط بولاية شمال دارفور بواسطة قوات الدعم السريع

مقدمة:

يقدم هذا التقرير الصادر عن منظمة مناصرة ضحايا دارفور لمحة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في محلية مليط بولاية شمال دارفور خلال الفترة من مايو إلى يوليو 2024. يسلط التقرير الضوء على قضيتي اعتقال غير قانوني وقتل، بالإضافة إلى سوء المعاملة والاستهداف المباشر للمدنيين.

الحادثة الأولى: اعتقال العمدة محي الدين آدم حسين

في 25 مايو 2024م، حوالي الساعة الثالثة ظهراً، هاجمت قوات من الدعم السريع على متن عربة لاندكروزر منزل العمدة محي الدين آدم حسين، البالغ من العمر 55 عامًا وأب لستة أطفال، وهو عمدة قبيلة التواتر والمسؤول السابق للجنة الطوارئ بمحلية مليط. أثناء الهجوم، لم يكن العمدة في المنزل، حيث كان يحضر اجتماعًا للإدارة الأهلية لقبيلة البرتي في حي “كتاب شكرا”.

ذهبت القوة إلى مكان الاجتماع وطلبت من العمدة محي الدين مرافقتهم، وعندما رفض، قاموا بإطلاق النار في الهواء واعتقلوه بالقوة. طلبوا منه تسليم هاتفه المحمول، فأخبرهم أنه في المنزل. بعد ذلك، عادت القوة إلى منزله وكسروا أبواب الغرفة واستولوا على جهازي هاتف (جالاكسي وثريا) بالإضافة إلى جواز سفره وبعض المستندات المتعلقة بالإدارة الأهلية.

وبحسب المعلومات التي جمعتها منظمة مناصرة ضحايا دارفور من أقاربه، فإن أمر الاعتقال صدر من اللواء جدو حمدان أبوشوك، قائد الدعم السريع بشمال دارفور. استند أمر الاعتقال إلى نفوذ العمدة وجماهيره في المدينة. تم اقتياد العمدة إلى معتقل تابع لجهاز المخابرات العامة، حيث أشرف على اعتقاله المقدم أحمد أبو وافي. العمدة يعاني من أمراض الضغط والسكري، ورغم حاجته إلى رعاية صحية، أمضى 3 أشهر في المعتقل دون محاكمة.

الحادثة الثانية: اعتقال وقتل كمال الدين وتاج الدين عبد الرحمن

في 11 يوليو 2024م، قامت قوات الدعم السريع بمداهمة منزل في حي العباسي بمحلية مليط واعتقلت كمال الدين عبد الرحمن يوسف، البالغ من العمر 24 عامًا وطالب في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. رفض شقيقه الأكبر تاج الدين عبد الرحمن، الذي يعمل تاجرًا، أن يُعتقل شقيقه، فتم اعتقالهما معًا.

في 12 يوليو 2024م، تم العثور على جثتي الشقيقين في مقبرة مليط بعد أن تم قتلهما. أفادت أسرتهم أن مجموعة الإسناد المدني التابعة للدعم السريع بقيادة محمد سليمان رابح، المعتمد المعين لمحلية مليط، ومحمود سالم “كبس”، كانت وراء الاعتقال. أمر مستشار قوات الدعم السريع بالقبض على الجناة، الذين اعترفوا بارتكاب الجريمة بعد التحقيق.

التوصيات:

١. تحقيق العدالة: يجب محاسبة مرتكبي الجرائم وإجراء محاكمات عادلة لضمان حقوق الضحايا.

٢. توفير الأمن: يجب تعزيز حماية المدنيين في محلية مليط وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.

٣. وقف الحرب: وقف النزاع المسلح في المنطقة بات ضرورياً لوقف المزيد من الانتهاكات.

٤. وقف استخدام المدنيين كدروع بشرية: يجب على جميع الأطراف الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام المدنيين في العمليات العسكرية.

خاتمة:

يؤكد هذا التقرير الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لحماية حقوق المدنيين في محلية مليط وغيرها من المناطق المتأثرة بالنزاع في دارفور. يجب على المجتمع الدولي والمحلي الضغط لتحقيق العدالة ومنع تكرار هذه الجرائم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *