تقرير عن قصف حي كفوت بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بواسطة قوات الدعم السريع

منظمة مناصرة ضحايا دارفور

تقرير عن قصف حي كفوت بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بواسطة قوات الدعم السريع

12 سبتمبر 2024

مقدمة:

يشهد إقليم دارفور تصعيداً مستمراً في العنف منذ سنوات، حيث تعاني المناطق المدنية من استهداف متكرر من قبل الأطراف المتنازعة. في هذا السياق، تعرض حي كفوت بمدينة الفاشر لهجوم مدفعي من قبل قوات الدعم السريع في 11 سبتمبر 2024، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. يعرض هذا التقرير ملابسات القصف والآثار المترتبة عليه، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف استهداف المدنيين وضمان حماية حقوق الإنسان.

تفاصيل الحادثة:

في حوالي الساعة العاشرة صباحاً من يوم 11 سبتمبر 2024، قامت قوات الدعم السريع بشن قصف مدفعي عشوائي استهدف حي كفوت، أحد الأحياء المكتظة بالسكان في مدينة الفاشر. وكان مركز إيواء النازحين، الواقع في مدرسة أحمد الزين الخاصة، من بين الأهداف المتضررة جراء هذا القصف. وبحسب شهود عيان، أدى القصف إلى مقتل امرأتين  وإصابة أربعة أشخاص آخرين.

القتلى :

١. زمزم كمون محمد، 49 عاماً، مقيمة في حي كفوت.

٢. ناهد أحمد محمد نور ، زوجة زكريا عبدالرحمن

أما الجرحى فهم:

١. آلاء زكريا  عبدالرحمن زكريا

٢. ولاء زكريا عبدالرحمن زكريا

٣. خديجة يحيى أحمد يحيى

٤. حافظ مصطفى هاشم

أثر القصف على المدنيين:

يشير القصف المدفعي العشوائي إلى استمرار نمط من استهداف المناطق المدنية دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وقد أدت هذه الهجمات إلى زيادة معاناة النازحين في المنطقة، حيث باتوا يعانون من تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة الحصار المفروض على مدينة الفاشر لأكثر من خمسة أشهر.

القصف الذي استهدف مدرسة تستخدم لإيواء النازحين يعد جريمة خطيرة، إذ يزيد من تعريض المدنيين العزل للخطر ويعكس مدى تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور. إلى جانب القتلى والجرحى، تسبب القصف في خلق حالة من الهلع بين السكان وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي تعاني منها المدينة.

التبعات القانونية والانتهاكات:

يعتبر القصف العشوائي على المناطق المدنية جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، ويشكل استهداف المدنيين والأعيان المدنية انتهاكاً واضحاً لاتفاقيات جنيف. كما يعكس هذا الهجوم نمطاً مستمراً من الجرائم المرتكبة في إقليم دارفور منذ اندلاع النزاع. إن استخدام المدنيين كدروع بشرية أو استهدافهم بالقصف المدفعي والجوي يعد من أخطر الانتهاكات التي تندرج تحت الجرائم الدولية.

المطالب والتوصيات:

في ضوء هذه الانتهاكات الجسيمة، تقدم منظمة مناصرة ضحايا دارفور التوصيات التالية:

١. تحقيق العدالة والمحاسبة:

تطالب المنظمة بمحاسبة المسؤولين عن القصف المدفعي الذي استهدف حي كفوت والمدنيين الأبرياء، وفتح تحقيق دولي مستقل لكشف ملابسات هذه الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة.

٢. وقف القصف المدفعي والحصار:

يجب على قوات الدعم السريع التوقف فوراً عن استخدام المدفعية الثقيلة في المناطق المدنية ورفع الحصار الذي فرضته على مدينة الفاشر، حيث أدى هذا الحصار إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة وعرقلة وصول المساعدات الضرورية للسكان.

٣. وقف الغارات الجوية من قبل الجيش:

تدعو المنظمة القوات المسلحة السودانية إلى وقف جميع العمليات الجوية في إقليم دارفور، حيث أن هذه الغارات تسهم في تصعيد العنف وتفاقم الوضع الإنساني.

٤. إعلان هدنة إنسانية:

تدعو المنظمة جميع الأطراف المتنازعة، بما في ذلك الجيش، قوات الدعم السريع، والحركات المسلحة، إلى إعلان هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، لتمكين المنظمات الإنسانية من تقديم الخدمات الضرورية للمدنيين المتضررين.

الخاتمة:

إن تكرار استهداف المناطق المدنية في إقليم دارفور يعكس فشلاً مستمراً في حماية المدنيين وفرض احترام القانون الدولي الإنساني. تدعو منظمة مناصرة ضحايا دارفور المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لفرض عقوبات فعالة على الأطراف المسؤولة عن هذه الانتهاكات، وضمان تقديم الدعم الإنساني العاجل للمناطق المتضررة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *