منظمة مناصرة ضحايا دارفور
تقرير حول قصف قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر – 26 سبتمبر 2024
26 سبتمبر 2024
تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدة من أحلك الفصول في تاريخها بسبب النزاع المسلح المتواصل بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. في خضم هذا الصراع، يتحمل المدنيون العبء الأكبر من العنف، حيث يتعرضون لقصف مدفعي عشوائي يستهدف الأحياء السكنية والأسواق، ما يؤدي إلى مقتل وإصابة العديد منهم. هذا التقرير الصادر عن منظمة مناصرة ضحايا دارفور يوثق سلسلة من الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع في الفترة بين 21 و25 سبتمبر 2024، ويدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
قصف معسكر أبو شوك للنازحين – 25 سبتمبر 2024
في حوالي الساعة الرابعة مساءً يوم 25 سبتمبر 2024، أطلقت قوات الدعم السريع دانات مدفعية استهدفت معسكر أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر. وفقاً لشاهد عيان لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور، سقطت الدانة الأولى في “بلك 2” والثانية في “بلك 4”. وأسفر القصف عن إصابة المواطنة ساجدة محمد موسى (22 عاماً) في ظهرها، وهي مقيمة في المعسكر.
قصف حي شمال الأهلية وحي مكركا – 23 سبتمبر 2024
في 23 سبتمبر 2024، عند الساعة الثالثة ظهراً، استهدفت قوات الدعم السريع حي شمال الأهلية وحي مكركا بقصف باستخدام طائرة مسيرة. أفاد شاهد عيان أن هذا القصف أدى إلى مقتل خمسة مدنيين:
١. محمد جمال كباشي (14 عاماً)
٢. محمد عارف
٣. آدم عبد الرحمن عبد الله – من سكان حي مكركا
٤. محمد عمر ودقوش
٥. أمجد خضر – من سكان شمال الأهلية
كما قُتل في الهجوم المحامي آدم عبد الرحمن عبد الله (46 عاماً)، مؤسس “مبادرة بلا حدود الخيرية” و”منظمة حدود للتنمية”، والمقيم في حي مكركا.
قصف السوق الكبير في الفاشر – 21 سبتمبر 2024
في تمام الساعة العاشرة صباحاً يوم 21 سبتمبر 2024، تعرض السوق الكبير في مدينة الفاشر لقصف مدفعي من قبل قوات الدعم السريع. أفاد شاهد عيان لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور أن القصف أدى إلى مقتل ستة مدنيين:
١. ماجد إبراهيم إسحق
٢. عبد الرحمن عبد الوهاب
٣. أحمد سقاطة
٤. عزو السيد
٥. الكوتش ماجد إسحق
٦. مصطفى أنجوك
هجوم آخر على السوق الكبير – سبتمبر 2024
استهدفت قوات الدعم السريع السوق الكبير مجدداً في هجوم آخر بقصف مدفعي من الناحية الشرقية للمدينة، التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع. أسفر القصف عن مقتل أربعة مدنيين:
١. عصام آدم محمود مسعود (36 عاماً)
٢. عصام حزين (33 عاماً)
٣. نور الدين علي (34 عاماً)
٤. عاصم إبراهيم سبيل (المعروف بولو) (40 عاماً)
التوصيات والمطالب العاجلة:
١. حظر استيراد الأسلحة على طرفي النزاع:
تطالب منظمة مناصرة ضحايا دارفور مجلس الأمن الدولي بتطبيق حظر شامل على استيراد الأسلحة لكل من قوات الدعم السريع والجيش السوداني، لوقف استمرار استخدام العنف ضد المدنيين.
٢. إرسال قوات حفظ سلام دولية:
تدعو المنظمة مجلس الأمن إلى إرسال قوات أممية لحماية المدنيين في دارفور، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
٣. رفع الحصار عن مدينة الفاشر:
تطالب المنظمة قوات الدعم السريع برفع الحصار فوراً عن مدينة الفاشر، التي تعاني من نقص حاد في الإمدادات الأساسية بسبب الحصار العسكري المفروض عليها.
٤. التحقيق الدولي في الجرائم المرتكبة:
تطالب المنظمة المحكمة الجنائية الدولية بإجراء تحقيق شامل في الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في دارفور من قِبل الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، والحركات المسلحة، والحركة الإسلامية. وتدعو إلى تقديم المتورطين إلى العدالة لضمان محاسبتهم على هذه الانتهاكات الخطيرة.
تتعرض دارفور إلى موجة جديدة من العنف الوحشي الذي يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء. إن هذا التقرير يعكس جزءاً يسيراً من المعاناة التي يعيشها السكان تحت قصف قوات الدعم السريع، ويبرز الضرورة الملحة للتدخل الدولي العاجل لحماية المدنيين ووقف هذه الجرائم التي ترتكب دون رادع. إن استمرار الصمت الدولي والتأخر في اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدماء والدمار. يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه سكان دارفور والعمل على إنهاء هذا الصراع الذي طال أمده، وضمان تحقيق العدالة لكل من عانى وفقد أحبته في هذه الحرب المدمرة.