منظمة مناصرة ضحايا دارفور
تقرير حول الهجمات على قرية شق النيل ووحدة إدارية الصياح
6 أكتوبر 2024
أجرت منظمة مناصرة ضحايا دارفور تحقيقات ميدانية حول هجمات نفذتها قوات الدعم السريع على مناطق في شمال دارفور في الفترة بين مايو وسبتمبر 2024. شملت الهجمات قرية شق النيل (تندالتو) ووحدة إدارية الصياح (تقابو)، حيث تعرضت هذه المناطق لحرق وتدمير واسع النطاق، بالإضافة إلى قتل وجرح العديد من المدنيين. تدين المنظمة هذه الهجمات وتطالب بتقديم الجناة إلى العدالة، وتفعيل حظر السلاح على قوات الدعم السريع والجيش، ورفع الحصار عن المناطق المدنية.
التفاصيل:
١. هجوم قوات الدعم السريع على قرية شق النيل (تندالتو)
في 5 أكتوبر 2024، أجرت منظمة مناصرة ضحايا دارفور مقابلات ميدانية مع بعض ضحايا الهجوم الذي وقع على قرية شق النيل (تندالتو) في 12 مايو 2024. أفاد الشهود أن الهجوم وقع في حوالي الساعة الثانية ظهرًا عندما هاجمت قوات الدعم السريع القرية التي تقع تحت إدارة محلية أم كدادة بولاية شمال دارفور.
تقع قرية شق النيل (تندالتو) على بعد 30 كيلومترًا جنوب محلية أم كدادة، وجاءت القوات المهاجمة من قرية أبوحميرة، التي تبعد حوالي 7 كيلومترات جنوب القرية. تألفت القوة المهاجمة من حوالي 17 عربة عسكرية بقيادة النقيب النور عابدين.
تزامن الهجوم مع زيارة وفد من الإدارة الأهلية برئاسة وكيل ناظر نظارة قبائل شرق دارفور، عثمان عباس ضوء البيت، وكان الوفد يسعى إلى نزع فتيل الأزمة بين المواطنين. وأسفر الهجوم عن حرق قرية تندالتو بالكامل، وتدمير محطة المياه والمدارس، ونهب السوق المحلي. كما أدى إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 5 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى أم كدادة لتلقي العلاج.
٢. هجوم قوات الدعم السريع على وحدة إدارية الصياح (تقابو)
في 12 و13 سبتمبر 2024، شنت قوات الدعم السريع هجومًا آخر على وحدة إدارية الصياح بولاية شمال دارفور، تحديدًا في مدينة تقابو. وفقًا لشاهد عيان تحدث إلى منظمة مناصرة ضحايا دارفور، وقع الهجوم في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا باستخدام قوة مكونة من حوالي 50 عربة عسكرية من نوع لانكروزر.
كانت القوات الحكومية قد انسحبت من المدينة قبل يوم واحد من الهجوم، مما فتح المجال لقوات الدعم السريع لشن الهجوم. نتج عن ذلك قتل 16 مدنيًا وإصابة 10 آخرين، كما قامت القوات المهاجمة بنهب وحرق العديد من منازل المدنيين.
إدانة وتوصيات منظمة مناصرة ضحايا دارفور:
تدين منظمة مناصرة ضحايا دارفور هذه الهجمات باعتبارها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان، وتؤكد أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية يشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي. بناءً على ذلك، تدعو المنظمة إلى اتخاذ الإجراءات التالية:
١. تقديم الجناة إلى العدالة: تطالب المنظمة بمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الوطنية أو الدولية المختصة لضمان تحقيق العدالة للضحايا وفقًا للمعايير الدولية.
٢. تفعيل حظر السلاح: تدعو المنظمة مجلس الأمن الدولي إلى تفعيل حظر السلاح المفروض على الأطراف المتورطة في النزاع، ولا سيما قوات الدعم السريع والجيش السوداني، لضمان وقف العنف المستمر ضد المدنيين.
٣. رفع الحصار ووقف القصف: تناشد المنظمة قوات الدعم السريع والمليشيات المرتبطة بها برفع الحصار فورًا عن مدينة الفاشر ووقف كافة الأعمال العدائية ضد المناطق المدنية، امتثالاً لأحكام القانون الدولي الإنساني.
في الختام، تؤكد منظمة مناصرة ضحايا دارفور على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل فوري وفعّال لحماية المدنيين في دارفور ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة التي تحدث هناك.