Darfur Victims Support

تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في محلية سرف عمرة، ولاية شمال دارفور – الفاشر

منظمة مناصرة ضحايا دارفور

تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في محلية سرف عمرة، ولاية شمال دارفور – الفاشر

الفترة: ٥ – ٨ أكتوبر ٢٠٢٤م

9 أكتوبر ٢٠٢٤م

شهدت محلية سرف عمرة بولاية شمال دارفور خلال الفترة من ٥ إلى ٨ أكتوبر ٢٠٢٤م حوادث عنف وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، تمثلت في الاعتداء على الممتلكات والأفراد، مما زاد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة. يسلط هذا التقرير الضوء على تفاصيل الحوادث التي وقعت، ويقدم توصيات عاجلة لضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم.

الحادث الأول – ٥ أكتوبر ٢٠٢٤م

في حوالي الساعة التاسعة مساءً، شهد حي العمارة بمحلية سرف عمرة هجومًا من قبل مجموعة مسلحة مكونة من شخصين يرتديان الزي المدني ومسلحين ببنادق كلاشينكوف، استهدف محلًا لبيع أجهزة “ستارلينك” مملوكًا للمواطن (ع. ف. ق). حاول المهاجمون نهب الهواتف المحمولة من زبائن المحل، ما أدى إلى اشتباك مع صاحب المحل. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد المهاجمين ويدعى عبد الله (٣٤ عامًا). تم القبض على المهاجم الآخر، وتدخلت لجنة المساعي الحميدة لحل الخلاف وتم التوصل إلى تسوية بين الأطراف.

الحادث الثاني – ٨ أكتوبر ٢٠٢٤م

في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا، شهد حي كين غرب محلية سرف عمرة حادثة أخرى، حيث أدخل مجموعة من الرعاة قطيعًا من الإبل يقدر بحوالي ٦٠ رأسًا إلى مزرعة المواطن عبد الله عبد الله حسن (٤٢ عامًا). تدخل العامل في المزرعة، علي آدم (٣٥ عامًا)، لإخراج الماشية، لكن الرعاة رفضوا وفتحوا النار عليه، مما أدى إلى إصابته في ساقه. عند وصول صاحب المزرعة، عبد الله عبد الله حسن، لمحاولة إسعاف العامل المصاب، قام الرعاة الثلاثة بإطلاق النار عليه، مما أدى إلى إصابته في البطن ووفاته على الفور.

تم إبلاغ قوات الدعم السريع، التي ألقت القبض على الجناة وتبين أنهم يتبعون لمجموعة “العودة فضل رابح” من منطقة زالنجي بوسط دارفور. تدخلت لجنة المساعي الحميدة مجددًا، وتم التوصل إلى التزام بين الطرفين بعدم التصعيد. تم نقل المصاب إلى مستشفى المحلية، بينما تم دفن المتوفى في مقابر كين شرق.

تأتي هذه الحوادث في ظل وضع أمني هش تعيشه منطقة سرف عمرة منذ اندلاع الحرب في السودان في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م. ويبدو أن هناك تقصيرًا واضحًا في تأمين حماية المواطنين من قبل الجهات المسؤولة في المنطقة، حيث تتكرر الاعتداءات المسلحة بشكل كبير، مما يضع حياة المدنيين في خطر مستمر. تعكس هذه الأحداث مدى هشاشة الوضع الأمني في المنطقة، وتؤكد على الحاجة الملحة لتدخل سريع وفعال لضمان حماية السكان ومنع تكرار مثل هذه الجرائم.

التوصيات:

١. تجنب التصعيد وحل النزاعات بالحوار: تدعو منظمة مناصرة ضحايا دارفور جميع الأطراف في محلية سرف عمرة إلى الالتزام بعدم التصعيد وحل النزاعات عبر الحوار السلمي، وتجنب استخدام العنف في تسوية الخلافات.

٢. توفير الحماية للمواطنين: تطالب المنظمة الجهات المسيطرة في المنطقة بتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين وتأمين حياتهم وممتلكاتهم، والعمل على منع تكرار مثل هذه الانتهاكات الخطيرة.

٣. تعزيز جهود لجنة المساعي الحميدة: تشيد المنظمة بالدور الذي تقوم به لجنة المساعي الحميدة في محلية سرف عمرة، وتدعو إلى تعزيز جهود هذه اللجنة ودعمها لتكون أكثر فاعلية في حل النزاعات والحد من التوترات.

٤. إقامة آليات مراقبة وحماية: تدعو المنظمة إلى إنشاء آليات فاعلة لمراقبة الأوضاع الأمنية في المنطقة، بما في ذلك تسيير دوريات من القوات الأمنية المختصة بشكل منتظم، وتفعيل قنوات تواصل فعالة بين المواطنين والجهات الأمنية لتقديم البلاغات والاستجابة الفورية لأي تهديدات.

٥. التحقيق والمساءلة: تشدد المنظمة على ضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف في هذه الحوادث، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام القضاء المحلي أو الدولي إذا لزم الأمر.

٦. دعم الحوار المجتمعي: تدعو المنظمة إلى تنظيم حملات توعية مجتمعية تشجع على الحوار والتعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية المختلفة في محلية سرف عمرة، والابتعاد عن العنف كوسيلة لحل الخلافات.

إن تصاعد العنف في محلية سرف عمرة يمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة ويعرض حياة آلاف المواطنين للخطر. تؤكد منظمة مناصرة ضحايا دارفور على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لحماية المدنيين ومنع تكرار هذه الحوادث. كما تجدد المنظمة التزامها بمواصلة مراقبة الوضع وتوثيق الانتهاكات، والتعاون مع الجهات المحلية والدولية لضمان تحقيق العدالة والمحاسبة لكل من يتورط في هذه الجرائم. يجب أن يكون هناك تحرك حازم من السلطات المعنية والمجتمع الدولي لضمان أمن وسلامة السكان في محلية سرف عمرة وجميع مناطق دارفور.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top