منظمة مناصرة ضحايا دارفور
تقرير حول الجرائم المرتكبة من قبل القوات المشتركة والحركات المسلحة في شمال دارفور
١٨ أكتوبر ٢٠٢٤م
شهدت ولاية شمال دارفور، وتحديداً مدينتي الفاشر ودارالسلام، تصاعداً خطيراً في الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في أكتوبر ٢٠٢٤. هذه الانتهاكات تمثلت في قتل المواطنين على أساس عرقي ونهب ممتلكاتهم، مما أدى إلى زيادة معاناة السكان المحليين والنازحين على حد سواء. وقد ارتكبت هذه الجرائم بشكل رئيسي من قبل القوات المشتركة وبعض المجموعات المسلحة. يهدف هذا التقرير إلى توثيق تلك الجرائم وتسليط الضوء على الانتهاكات التي تعرّض لها المدنيون، إضافة إلى تقديم توصيات عملية للمجتمع الدولي والأطراف المعنية لحماية المدنيين ومحاسبة الجناة.
ملخص الأحداث:
في بداية أكتوبر ٢٠٢٤، شهدت مدينة الفاشر اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والحركات المسلحة، أدت إلى مقتل عدد من المدنيين العزل على أساس عرقي. وامتدت هذه الاشتباكات إلى محلية دارالسلام، حيث وقعت مواجهات مسلحة ونهب ممتلكات المدنيين، بما في ذلك المحلات التجارية، وأسواق المواد الغذائية، وأجهزة الاتصالات.
الجرائم المرتكبة:
١. مقتل الدكتور محمد عامر يوسف على أساس عرقي – الفاشر – ١ أكتوبر ٢٠٢٤م
في الأول من أكتوبر ٢٠٢٤، وفي حوالي الساعة السابعة صباحاً، اندلعت اشتباكات بين الجيش والحركات المسلحة وقوات الدعم السريع في حي الثورة بمدينة الفاشر. الدكتور محمد عامر يوسف، المعروف بـ”المصري”، كان محاضراً سابقاً بجامعة غرب كردفان وانتقل لاحقاً إلى جامعة الفاشر. خرج الدكتور من منزله في حي الهجرة متوجهاً لتفقد منزله في حي الثورة. أثناء عبوره في حي “أم شجيرة”، تم إيقافه عند نقطة تفتيش تابعة للحركات المسلحة.
تم إطلاق النار عليه مباشرة على أساس لونه الفاتح، في جريمة عنصرية بحتة، حيث أُصيب في رجله ثم أُطلق عليه النار مجدداً في رأسه، مما أدى إلى مقتله في الحال. كما تم نهب جميع ممتلكاته، بما في ذلك هاتفه المحمول، ومبلغ مالي قدره ٥٠ ألف جنيه سوداني، بالإضافة إلى مستنداته الشخصية.
٢. هجوم القوات المشتركة على محلية دارالسلام – ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤م
في ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤م، تحركت قوة مشتركة من ٤٠ عربة عسكرية تابعة للقوات المشتركة من مدينة الفاشر باتجاه محلية دارالسلام (كتال)، التي تبعد حوالي ٧٢ كيلومتراً. قامت هذه القوات بمهاجمة قوات الدعم السريع المتمركزة في دارالسلام، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
بعد نجاح القوات المشتركة في طرد قوات الدعم السريع من المنطقة، قامت الأخيرة بشن هجوم مضاد في ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤م. خلال هذا الهجوم، ارتكبت قوات الدعم السريع عمليات نهب واسعة النطاق في سوق دارالسلام، استهدفت محلات الهواتف وأجهزة الاتصالات والمواد الغذائية. كما استخدمت العنف ضد المدنيين وأطلقت النار على بعضهم، مما أدى إلى مقتل اثنين من المدنيين:
١. التاج زيتون (٤٧ عاماً)
٢. عبد العزيز أبكر (٤٠ عاماً)
تشهد محلية دارالسلام تدفقاً كبيراً للنازحين، إذ يقدر عددهم بحوالي ١٠٠ ألف نازح فروا من الفاشر بسبب الاشتباكات المستمرة. ومع تزايد وتيرة العنف، نزح حوالي ٣٥ ألف شخص من غرب الوادي إلى شرق الوادي، في ظروف إنسانية صعبة للغاية، حيث تعاني المنطقة من نقص حاد في الغذاء والدواء.
التوصيات:
١. إدانة القتال داخل المناطق السكنية: تدين منظمة مناصرة ضحايا دارفور بشدة القتال الذي يدور داخل المناطق السكنية بين أطراف النزاع، والذي يتسبب في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
٢. التحقيق الدولي: تطالب المنظمة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تحت إشراف المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في شمال دارفور ومحاسبة المسؤولين عنها.
٣. وقف الأعمال العدائية: تدعو المنظمة جميع الأطراف المتنازعة إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية والعمل على إيجاد حلول سلمية لإنهاء هذا النزاع المستمر.
٤. حماية المدنيين: تناشد المنظمة المجتمع الدولي بإرسال قوات حفظ سلام أممية لحماية المدنيين في المناطق المتأثرة بالنزاع وضمان تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
إن استمرار الأعمال العسكرية واستخدام القوة ضد المدنيين على أساس عرقي وجهوي يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في شمال دارفور. إن عدم فرض حظر على الطيران واستخدام القوة الجوية بشكل مفرط سيتيح الفرصة أمام القوى العسكرية المتورطة في الصراع لمواصلة ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين. إننا ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنهاء هذه الانتهاكات وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة، التي تقوم على أسس جهوية وإثنية تهدف إلى الإبادة والتمييز العنصري.