منظمة مناصرة ضحايا دارفور
تقرير عن الانتهاكات المستمرة بحق النازحين واللاجئين في دارفور خلال أكتوبر 2024
التاريخ: 6 نوفمبر 2024
منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في 15 أبريل 2023، بات المدنيون، خاصة النازحين واللاجئين في دارفور، عرضةً لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ترتكبها المليشيات المسلحة بشكل منهجي ومتزايد. شهد شهر أكتوبر 2024 تصاعدًا في وتيرة هذه الانتهاكات، التي طالت مختلف الفئات، بما في ذلك النساء والأطفال والشباب، في ظل غياب أي حماية فعلية. ويكشف هذا التقرير عن نماذج من تلك الانتهاكات بهدف لفت الانتباه الدولي لأوضاع هؤلاء الضحايا ودعوة المجتمع الدولي إلى التدخل الجاد.
الانتهاكات المرصودة خلال أكتوبر 2024
١. اختطاف الأطفال من معسكرات النزوح:
تصاعدت وتيرة اختطاف الأطفال في مناطق النزوح. على سبيل المثال، في 27 سبتمبر 2024، اختطف مسلحون الطفل النور أحمد النور، البالغ من العمر 14 عامًا، من معسكر كلمة. هذا الاستهداف للأجيال الشابة يعكس محاولة لفرض سيطرة على النازحين ونشر الخوف بينهم.
٢. اعتداءات مستمرة على النساء:
في 21 أكتوبر 2024، تعرضت ثلاث نساء نازحات لاعتداء جنسي جماعي في مخيم أم دريساي جنوب غرب شنقل طوباي على يد مجموعة مسلحة. هذا الانتهاك المستمر لحقوق النساء يشير إلى الاستغلال الوحشي وغياب الأمن في مناطق النزاع.
٣. القتل العمد وتصفية المدنيين:
شهدت بداية نوفمبر حوادث اغتيال مدنيين بدم بارد. ففي 3 نوفمبر 2024، أُطلق الرصاص على النازح أحمد إبراهيم خميس (20 عامًا) في منطقة دليج، حيث لقي حتفه إثر استهداف مباشر من قبل مسلحين. حالات القتل هذه أصبحت شائعةً لتصبح جزءًا من المعاناة اليومية للنازحين في دارفور.
٤. استهداف المزارعين والاعتداء على الممتلكات:
في 3 نوفمبر 2024، تعرضت مجموعة من المزارعين لهجوم مسلح في منطقة كمبو سندو قردود، حيث أصيب عدة مزارعين، من بينهم عبد الرحمن عثمان نور منصور وعبد الجبار عثمان عبدالمولي دلدوم، إضافة إلى طفل صغير يُدعى محمد عبد الرحمن عثمان. لم تقتصر الاعتداءات على إصابة المزارعين، بل شملت أيضًا نهب ممتلكاتهم، وهو ما يهدف إلى تجويعهم ومنعهم من مواصلة العمل.
٥. انقطاع الخدمات الأساسية عن مخيمات النازحين:
أوقفت قوات الدعم السريع والإدارة الأهلية في 22 أكتوبر 2024 كافة شبكات الإنترنت في مخيمات شنقل طوباي، مما أدى إلى عزلة تامة للنازحين، وحجبهم عن تلقي التحويلات المالية من أقاربهم بالخارج. فرضت القوات غرامات باهظة على كل من يحاول إعادة تشغيل الشبكات، مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المخيمات.
التوصيات والمطالب:
أمام هذه الانتهاكات المستمرة، تطالب منظمة مناصرة ضحايا دارفور بما يلي:
١. حماية المدنيين: ضرورة تدخل المجتمع الدولي للضغط على الجهات المسلحة لوقف الاعتداءات ضد النازحين وضمان سلامتهم.
٢. تقديم المسؤولين للمساءلة: يجب توثيق هذه الانتهاكات وملاحقة الجناة عبر المنظمات القضائية الدولية لضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
٣. دعم الإغاثة وتوفير المساعدات: توفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل مباشر إلى المحتاجين من دون أي تدخل من قبل القوات المسلحة.
٤. إعادة توفير الخدمات الأساسية: نطالب بإعادة تفعيل شبكات الاتصالات والإنترنت في مخيمات النازحين لضمان تواصلهم مع ذويهم وتلقيهم التحويلات المالية التي تساهم في تخفيف معاناتهم.
يستمر النازحون في دارفور بمعاناة لا حدود لها في ظل انتهاكات متعددة الأشكال، تمتد من الاعتداءات الجسدية إلى التهميش الاقتصادي والاجتماعي. إننا، في منظمة مناصرة ضحايا دارفور، ندعو إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة الجناة وتوفير الحماية الفعالة للمدنيين، والعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية التي باتت واقعًا يوميًا في دارفور.