منظمة مناصرة ضحايا دارفور
تقرير عن القصف الجوي التابع للجيش على مدينة ودعة، محلية كلمندو، ولاية شمال دارفور
التاريخ: ٨ نوفمبر ٢٠٢٤
تعاني مدينة ودعة الواقعة جنوب شرق ولاية شمال دارفور، على بُعد ٨٥ كيلومترًا من مدينة الفاشر، من انتهاكات جسيمة جراء القصف الجوي المتكرر من قبل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني. هذه المدينة، التي يسكنها حوالي ٧٠ ألف نسمة، تُعَدُّ مركزًا رعويًا وزراعيًا يعتمد سكانها بشكل رئيسي على خزان المياه لتلبية احتياجاتهم الأساسية في الري والشرب. غير أن هذا الخزان قد استُهدف بالقذائف الجوية في الآونة الأخيرة، ما يهدد بتلوث المياه وتعرض حياة السكان للخطر.
تفاصيل الهجوم:
وفقًا لشهادات موثقة من الأهالي وشباب المدينة، قام طيران أنتونوف تابع للجيش السوداني في ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤ بإلقاء ثلاث قذائف على مدينة ودعة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت السودان. سقطت اثنتان من القذائف في حي الشاطئ بالجهة الغربية للمدينة، حيث انفجرت وأثارت الرعب والهلع بين السكان، وأسفرت عن إصابة الطفلة بناء محمد أبو بكر، البالغة من العمر ١٣ عامًا، بجروح أثناء عودتها من المزرعة، كما أصيب اثنان من الحيوانات. أما القذيفة الثالثة فقد سقطت داخل خزان المياه الرئيسي للمدينة ولم تنفجر بعد، ما يعرض مياه الخزان للتلوث ويهدد حياة أكثر من ٧٠ ألف نسمة إضافة إلى الثروة الحيوانية والنباتات.
الأثر الإنساني والاجتماعي:
أصبح الطيران الحربي كابوسًا يهدد حياة المدنيين في دارفور ويفقدهم الشعور بالأمان، كما أدى إلى تدمير البنية التحتية وحرمانهم من أبسط ضرورات الحياة. ورغم كثافة الإعانات الدولية، إلا أنها لا تصل إلى مستحقيها من النازحين في دارفور، حيث يستغل الجيش السوداني هذه الإعانات كأداة للتلاعب بالوضع الاقتصادي والاجتماعي لصالحه.
التوصيات:
١. حظر الطيران الحربي: يجب على المجتمع الدولي العمل على فرض حظر فوري للطيران الحربي و السلاح للدعم في دارفور ومنع الهجمات الجوية المتكررة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية الأساسية.
٢. إجراء فحص شامل لمياه الخزان: التعاون مع خبراء في مجال المتفجرات وجودة المياه لفحص الخزان، والتأكد من خلوه من أي تلوث كيميائي أو مواد سامة قد تهدد حياة السكان.
٣. محاسبة مرتكبي الجرائم: على المنظمات الدولية السعي لتقديم مرتكبي الجرائم ضد المدنيين للمساءلة القانونية، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
٤. الرقابة على الدعم العسكري: يجب مراقبة الدول الإقليمية المتورطة في تزويد الجيش السوداني بالطائرات والمسيّرات، لضمان عدم استخدامها ضد المدنيين في دارفور.
ختاماً إن سكان مدينة ودعة يناشدون بوقف الحرب والقصف الجوي الذي يستهدفهم وتدمير بنيتهم التحتية، ويطالبون بتدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لحمايتهم وتقديم الدعم اللازم لهم.