منظمة مناصرة ضحايا دارفور
تقرير حول القصف الجوي على معسكر فتابرنو للنازحين – كتم، ولاية شمال دارفور | 5 يناير 2025
11 يناير 2025
المقدمة
تتواصل انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، لا سيما في دارفور، بشكل مقلق في ظل النزاع المسلح المستمر بين القوات المسلحة السودانية وحلفائها من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى. هذه الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في العاصمة الخرطوم، امتدت لتشمل ولايات السودان المختلفة، متجاوزة كل المعايير الإنسانية والقوانين الدولية التي تحكم النزاعات المسلحة.
تشهد دارفور سلسلة من الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وفقاً لنظام روما الأساسي. من بين هذه الجرائم، القصف الجوي العشوائي الذي يستهدف المدنيين في مناطق مأهولة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
في هذا التقرير، تسلط منظمة مناصرة ضحايا دارفور الضوء على غارة جوية نفذتها طائرات تابعة للجيش السوداني على معسكر فتابرنو للنازحين في مدينة كتم، ولاية شمال دارفور، والتي خلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وألحقت دمارًا واسعًا بمنازلهم.
الإطار القانوني
1. القانون الدولي الإنساني:
تحظر اتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكولات الإضافية استهداف المدنيين والمناطق السكنية خلال النزاعات المسلحة، وتُلزم الأطراف باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتفادي الإضرار بالمدنيين.
2. القانون الدولي لحقوق الإنسان:
يكفل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR) حماية حق الحياة، ويحظر الاعتداء على المدنيين.
3. نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية:
يعتبر الهجوم المتعمد على السكان المدنيين جريمة حرب بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي.
تفاصيل الحدث
وفقاً لشهادات شهود عيان، تعرض معسكر فتابرنو للنازحين في مدينة كتم بولاية شمال دارفور، في 5 يناير 2025، لغارة جوية شنتها طائرات حربية تابعة للجيش السوداني. أسفرت الغارة عن مقتل وإصابة عدد من النازحين، وتدمير منازلهم، مما زاد من معاناة سكان المعسكر.
تم توثيق أسماء ثلاث شقيقات من بين القتلى:
1. تهاني عمر أبكر
2. مكة عمر أبكر
3. مدينة عمر أبكر
الأضرار
أدت الغارة إلى مقتل عدد من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تدمير واسع للمنازل والممتلكات، مما أجبر النازحين على النزوح مجدداً وفقدانهم لمأواهم ومقتنياتهم البسيطة.
التداعيات
فاقمت الهجمات الوضع الإنساني المتدهور في معسكرات النازحين، حيث ازدادت حالات النزوح القسري، وعم الخوف والذعر بين المدنيين من تكرار مثل هذه الهجمات، في ظل غياب الأمن والاستقرار.
التوصيات
1. لأطراف النزاع:
أ. فتح تحقيق فوري وشامل في الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عنها.
ب. التوقف عن استهداف المدنيين والامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني.
ج. توفير الدعم العاجل للنازحين المتضررين من الغارة الجوية، بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية.
2. للمجتمع الدولي:
أ. ممارسة ضغوط دبلوماسية على أطراف النزاع لوقف استهداف المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.
ب. دعم تحقيق مستقل في الحادثة تحت إشراف الأمم المتحدة.
ج. تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الغارة الجوية في معسكر فتابرنو.
3. لمنظمات حقوق الإنسان:
أ. توثيق شامل للانتهاكات التي يتعرض لها النازحون في دارفور.
ب. رفع تقارير مفصلة للهيئات الدولية لضمان محاسبة مرتكبي الجرائم.
ج. إطلاق حملات توعية دولية لتسليط الضوء على معاناة المدنيين في دارفور.
الخاتمة
تمثل الغارة الجوية على معسكر فتابرنو انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتبرز الحاجة الملحة لتدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين ووقف التصعيد العسكري. تدعو منظمة مناصرة ضحايا دارفور إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وحماية النازحين الذين يعيشون تحت تهديد دائم.