منظمة مناصرة ضحايا
تقرير عن قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني لمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور – ١٣ يناير ٢٠٢٥
٢١ يناير ٢٠٢٥
المقدمة
تتزايد وتيرة الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين في السودان تحت أشكال متعددة، معظمها يُصنّف كجرائم جسيمة تدخل ضمن الاختصاص القضائي للمحكمة الجنائية الدولية بموجب نظام روما. منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان بتاريخ ١٥ أبريل ٢٠٢٣ بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أصبحت حياة المدنيين مهددة بشكل متكرر بسبب الانتهاكات المرتكبة من طرفي النزاع. يوثّق هذا التقرير واحدة من تلك الجرائم التي استهدفت المدنيين من خلال القصف الجوي باستخدام الطيران الحربي. في ١٣ يناير ٢٠٢٥، تعرضت أحياء مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور لقصف جوي أودى بحياة العديد من المدنيين، وأسفر عن دمار كبير للبنية التحتية. يقدم هذا التقرير سردًا لتفاصيل الحادث، ويوجه توصيات للجهات المختصة والمجتمع الدولي لمعالجة هذه الانتهاكات.
الإطار القانوني لجريمة القصف
1/القانون الدولي الإنساني: تنتهك هذه الأفعال اتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩ والبروتوكولات الإضافية التي تحظر الهجمات ضد السكان المدنيين والممتلكات المدنية.
2/القانون الدولي الجنائي: تُعتبر الهجمات المتعمدة ضد المدنيين جرائم حرب بموجب المادة ٨ من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
3/ميثاق الأمم المتحدة: القصف الذي يستهدف المدنيين يخالف المبادئ الأساسية الواردة في ميثاق الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات.
تفاصيل الحدث
أفادت مصادر خاصة لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور أنه في يوم ١٣ يناير ٢٠٢٥، حوالي الساعة ١٢ صباحًا، نفذت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني قصفًا جويًا استهدف عددًا من أحياء مدينة نيالا، وهي:
حي دوماية
حي الوادي
حي السكة حديد
الخسائر البشرية
نتج عن القصف مقتل أربعة أفراد من عائلة واحدة وإصابة ستة آخرين جميعهم من أسرة واحدة.
أسماء القتلى
1. فاطمة إدريس هرون (والدة الأطفال)
2. جمال أبوبكر عيسى (طفل)
3. وائم أبوبكر عيسى (طفلة)
4. أم مراد أبوبكر عيسى (طفلة)
أسماء الجرحى
1. النور أبوبكر عيسى (طفل)
2. وداد أبوبكر عيسى (طفلة)
3. محمد أبوبكر عيسى (طفل)
4. عاصم أبوبكر عيسى (طفل)
5. علي أبوبكر عيسى (طفل)
6. أبوبكر عيسى محمد (والد الأطفال)
الأضرار الناجمة عن القصف
1. تدمير البنية التحتية:
تسبب القصف في تدمير واسع لمنازل المدنيين. (لم يتم توثيق العدد الدقيق للمنازل المتضررة).
2. حالة الهلع والخوف:
أثارت هذه الهجمات حالة من الرعب والذعر بين المدنيين، لا سيما بين النساء والأطفال.
3. النزوح القسري:
نزح سكان الأحياء المستهدفة بشكل قسري هربًا من تكرار القصف، وانتقلوا إلى مناطق أكثر أمانًا داخل مدينة نيالا.
التوصيات
1. لطرفي النزاع:
أ/الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وتجنب استهداف المدنيين والمناطق السكنية.
ب / توفير ممرات آمنة للمدنيين المتأثرين بالنزاع لضمان سلامتهم.
2. للمجتمع الدولي:
أ /فرض عقوبات على الأطراف المسؤولة عن ارتكاب الانتهاكات الموثقة.
ب/ تعزيز دور المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق مع المتورطين ومحاسبتهم.
3. للمنظمات الإنسانية:
أ/ تقديم الدعم الفوري للمتضررين من القصف، بما في ذلك المأوى والرعاية الطبية والنفسية.
ب / توفير آليات لرصد وتوثيق الانتهاكات بشكل مستمر في مناطق النزاع.
4. للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي:
أ/ تفعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم ١٥٩٣ وإحالة المسؤولين عن هذه الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية
ب / تعزيز جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في السودان.
الخاتمة
يمثل هذا القصف الجوي جزءًا من سلسلة الجرائم الممنهجة التي ترتكب ضد المدنيين في السودان، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والجهات المختصة لوقف معاناة السكان المدنيين وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. تؤكد منظمة مناصرة ضحايا التزامها بمواصلة توثيق هذه الجرائم والعمل على إيصال صوت الضحايا إلى المحافل الدولية.