في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات المتصاعدة بحق المدنيين في السودان، وثّقت منظمة مناصرة ضحايا دارفور قصفًا مروعًا استهدف مستشفى المجلد المرجعي في ولاية غرب كردفان، يوم السبت 22 يونيو 2025م، بواسطة طائرة مسيّرة يُعتقد أنها أُطلقت من موقع عسكري تابع للجيش السوداني في مدينة بابنوسة، على بُعد نحو 30 كيلومترًا من موقع الحادث.
وقع الهجوم عند الساعة الرابعة مساءً، مستهدفًا أقسام الطوارئ والباطنية وعنابر المرضى في المستشفى، ما أسفر عن مجزرة بشرية راح ضحيتها ما لا يقل عن 25 مدنيًا، بينهم أطباء وممرضون، إلى جانب عدد من المصابين في حالات حرجة. كما تسبب القصف في دمار واسع داخل المستشفى، أدى إلى تعطيل خدماته بالكامل، وحرمان آلاف السكان في المنطقة من أي شكل من أشكال الرعاية الطبية.
رغم صعوبة الاتصالات وغياب التغطية في المنطقة، تمكّنت المنظمة من توثيق أسماء بعض الضحايا الذين لقوا حتفهم في الهجوم، في حين تشير المعطيات الميدانية إلى أن العدد الحقيقي يفوق ذلك، وهناك ثماني جثث متفحمة لم يتم التعرف على هوياتها حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
أسماء الضحايا الموثقين:
1. د. مودة رحمة الله النور – متطوعة، 32 عامًا
2. نور حسبو محمد
3. عبد الرحمن حسبو محمد ونسي
4. حسيب حسوبة ونسي
5. سليمان محمد ونسي
6. آدم محمد ونسي
7. محمد آدم ونسي
8. محمود ونسي
9. الصادق ونسي
10. الحبيب حسوبة ونسي
11. جمعة بشارة
12. حسب الله آدم الفضل
13. مقداد آدم عبد الباقي
14. موسى آدم الفضل
15. آدم سعيد
16. نفسية آدم الفضل
17. عضوية الحبيب
18. حسوبة موسى الجاك
19. بخيت الحبيب سومي
20. السالم صديق أحمد حمدون
21. فيصل مهدي عبد الله
22. محمد حسن إبراهيم
23. زبيدة أحمد حمودة
24. بشري كبار
هذا الهجوم الجوي ليس مجرد استهداف مادي لبنية تحتية طبية، بل اعتداء صارخ على الحق في الحياة والرعاية الصحية، وخرق فاضح لكافة الأعراف الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الملحقة بها، التي تحظر الهجمات على المنشآت الطبية وتفرض حماية خاصة لها، وكذلك نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي يصنف مثل هذا الفعل ضمن جرائم الحرب في النزاعات غير الدولية.
في ضوء هذه الجريمة، فإن منظمة مناصرة ضحايا دارفور:
• تحمّل القوات المسلحة السودانية المسؤولية الكاملة عن استهداف المستشفى وما ترتب عليه من خسائر بشرية ومادية جسيمة.
• تطالب بتحقيق دولي مستقل وشفاف في الحادثة، يفضي إلى محاسبة الجناة وعدم السماح بالإفلات من العقاب.
• تدعو مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير عاجلة، من بينها فرض حظر توريد السلاح، ودعم جهود المساءلة، وتعزيز الحماية للمدنيين والمنشآت الطبية في مناطق النزاع.
• تحث جميع أطراف النزاع على الالتزام التام بالقانون الدولي الإنساني، ووقف استخدام المرافق المدنية كأهداف أو قواعد عسكرية.
إن هذا القصف الدموي لمستشفى المجلد يُعد شاهدًا جديدًا على التدهور العميق في احترام قواعد الحرب والإنسانية في السودان، ويؤكد أن غياب المحاسبة يفتح الباب أمام تكرار المآسي بلا حدود.

