العدد الثالث : أصوات الضحايا
«مجاعة وتطهير وعنف صامت… هذا ما يعيشه السودان» ..
الأربعاء التاريخ 1447/1/14هـ • الموافق 2025/07/08م
في هذا العدد الثالث من صحيفة أصوات الضحايا نواصل تسليط الضوء على مأساة إنسانية متصاعدة في السودان حيث تتعمق الجراح يوماً بعد يوم ويتسع نطاق المعاناة بين المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ في ظل حرب لم تبقِ ولم تذر صمت العالم لا يزال يخيم على المشهد والصرخات القادمة من المخيمات والمدن المحاصرة لا تجد من يصغي إليها بينما تتعاظم معاناة الجوع والنزوح وتنهار منظومات الصحة والحماية وتتحول الحياة اليومية في السودان إلى معركة من أجل البقاء في هذا العدد نسلط الضوء على نداءات إنسانية عاجلة من معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور حيث يتفاقم سوء التغذية ويهدد أرواح آلاف الأطفال والنساء كما نغطي الوضع المأساوي في مدينة بحري التي شهدت توقف التكايا وتفاقم الجوع إلى حد تسجيل وفيات مؤكدة بين السكان لا سيما في صفوف الأطفال وكبار السن ونرصد في هذا الإصدار أيضاً شهادات من منظمات دولية تتحدث عن تصاعد العنف القائم على الهوية في دارفور واعتقال وتصفية متطوعين وإعلاميين في مناطق سيطرة الجيش والدعم السريع على حد سواء إضافة إلى تقارير ميدانية من ليبيا توضح معاناة عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب دون أي ضمانات أو حماية إنسانية ورغم كل هذه المشاهد القاتمة فإن صوت الضحايا لا يزال يعلو مطالباً العالم بأن يتحرك ويفتح الممرات الآمنة ويوفر الغذاء والدواء والحماية للمدنيين ولذلك نوجه من خلال هذا العدد نداءً إنسانياً إلى كافة المنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات الأمم المتحدة وأصحاب الضمير بأن الوقت قد حان للقيام بواجبهم الأخلاقي والإنساني تجاه السودان الذي يعاني من حرب طويلة الأمد ودفع فيها المدنيون ثمناً باهظاً ليس لهم فيه يد ولا مصلحة كما نناشد الأطراف المتحاربة بالكف عن استخدام المدنيين كدروع بشرية ووقف الاعتقالات والانتهاكات والتعاون مع المجتمع الدولي لإيصال المساعدات بشكل عاجل دون عوائق أو قيود وفي هذا السياق نربط ما يجري في السودان بذكرى اليوم العالمي للسكان في 11 يوليو والذي يأتي هذا العام تحت شعار العدالة السكانية وعدم ترك أحد خلف الركب وهي مناسبة يجب أن تحفز المجتمع الدولي على التحرك لأن في السودان ترك الملايين خلف الركب بالفعل وباتت حياتهم في خطر مستمر وبينما يصعب التنبؤ بما ستحمله الأيام المقبلة فإن الواجب يقتضي توثيق كل صوت وكل مأساة وكل صرخة حتى لا يُنسى أصحابها في زوايا النسيان لذلك تأتي أصوات الضحايا كمساحة للحق والحقيقة في زمن تتكاثر فيه الفواجع وتتضاءل فيه العدالة.
الأستاذ /آدم موسى أوباما