بقلم: آدم موسى أوباما
أحيي الشعب السوداني الصامد على صبره وجَلَده في وجه أهوال هذه الحرب التي اندلعت في 15 أبريل، وأدخلت بلادنا في نفق مظلم، خلق واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. أكثر من عشرين مليون سوداني يعيشون الآن بين مرارات النزوح والتشريد، في واقع يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
انعدام الأدوية المنقذة، شُح المياه الصالحة للشرب، توقف المستشفيات ومراكز غسيل الكُلى والإمدادات الطبية، كلها شواهد على مأساة مستمرة تهدد حياة الملايين من الأبرياء.
ورغم كل ذلك، تواصل أطراف النزاع انتهاك القانون الدولي الإنساني، وتتمادى في استهداف المدنيين. آخرها القصف الجوي الذي نفّذه الطيران الحربي التابع للجيش على سوق محلية الفولة بولاية غرب كردفان يوم 13 يوليو 2025، ما أسفر عن استشهاد أكثر من عشرة مواطنين وإصابة سبعة آخرين.
وفي الشمال، ارتكبت قوات الدعم السريع مجازر مروعة في قرى ولاية شمال كردفان، مثل قرية “أم قرفة “، مخلفة أكثر من 46 قتيلاً جلّهم من المدنيين. نترحم على أرواحهم الطاهرة، وندعو المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، لتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في حماية المدنيين ووقف هذه الحرب العبثية.
نُثمن أيضاً جهود الدول المُحبة للسلام، خاصة الولايات المتحدة الأميركية التي بذلت محاولات ملموسة لاحتواء الأزمة، غير أن هذه الجهود لم تُتوج بعد بالنجاح. ونعتبر أن الحراك الدبلوماسي الإقليمي والدولي، خاصة من جانب الدول الرباعية، يُمثل أملًا حقيقيًا إذا ما اقترن بالإرادة السياسية.
في ظل انهيار الخدمات الصحية، وانتشار وباء الكوليرا في ولايات كردفان، والحصار المفروض على مدينة كادوقلي، واستمرار الاشتباكات واستهداف مراكز إيواء النازحين كما حدث في أبو زبد، فإن الوضع ينذر بكارثة أكبر، إن لم يتحرك المجتمع الدولي عاجلاً.
لقد أصبحت المجاعة واقعًا قاتمًا في السودان، وآن للعالم أن يتحرك فورًا لإنقاذ ملايين الأرواح المهددة.
نُجدد في أصوات الضحايا التزامنا المهني والإنساني بمواصلة تغطية ما يجري، بكلمة حرة وصوت الضحايا، خصوصًا في المناطق المنكوبة التي تُعاني بصمت بعيدًا عن عدسات الإعلام.
- العدالة تبدأ من التوثيق… ومن كشف الحقيقة.
شكراً لكم.



