Humani

كلمة العدد الرابع عشر

في البداية، نتوجّه بالشكر والتقدير للقسم الإعلامي في الصحيفة والمنظمة، وبقية الزملاء الذين يبذلون جهدًا كبيرًا في تمليك الحقائق للناس رغم قسوة الظروف وتعقيدات المرحلة.
إن وصولنا اليوم إلى العدد الرابع عشر ليس أمرًا عابرًا، بل هو ثمرة إصرار وعمل متواصل وسط واقعٍ مليء بالتحديات.
وفي هذا المقام، نتقدّم بخالص التعازي لأسر وأصدقاء ضحايا مسجد درجة أولي بحي في الفاشر، الذين قُتلوا في التاسع عشر من سبتمبر على يد طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع. لقد وثّقت المنظمة سقوط 26 شهيدًا، فيما تشير الأنباء إلى أن العدد يفوق ذلك بكثير. إن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني، وتستوجب محاسبة عاجلة للمتورطين.
كما ندين الجرائم المماثلة التي ارتكبتها قوات الجيش باستخدام المسيرات في مناطق من كردفان ومليط، حيث استُهدفت الأسواق والمدنيون بصورة تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ونطالب بتحقيق دولي مستقل لمساءلة كل من تلطخت أياديهم بالدماء.
نحيي في هذا العدد جهود المنظمات والمدافعين الذين أوصلوا أصوات الضحايا إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وفي مقدمتهم منظمة Defend Defenders التي قادت حملة قوية لتجديد ولاية بعثة الخبراء. كما نرحب بقرار الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات على الجيش والدعم السريع، ونطالب بأن تشمل العقوبات أيضًا كتائب الحركة الإسلامية مثل “البراء”، “البرق الخاطف”، “الملوك”، وغيرها، إضافة إلى كل الشركات التي تموّل الحرب بالسلاح أو المال أو المعلومات. إن العقوبات الحالية غير كافية، وما زلنا نطالب بمزيد من الضغط الدولي لوقف الحرب وإعادة السودان إلى مسار السلام.
كما نثمّن موقف الرباعية الدولية ودعوتها أطراف النزاع للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ونؤكد أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السودانية، وأن الحوار هو الطريق الوحيد لإنهاء النزاع.
على الصعيد الإنساني، ما زالت الكوليرا تنتشر في ولايات دارفور وكردفان والجزيرة، حيث تم تسجيل أكثر من 35 حالة في كادوقلي وحدها، فيما اضطرت سلطات الأمر الواقع لإغلاق المدارس في الجزيرة بسبب تفشي المرض. وعليه، ندعو لإعلان حالة الطوارئ الصحية في الجزيرة ودارفور، واعتبارهما مناطق كوارث حتى تتمكن المنظمات المحلية والدولية من التدخل العاجل وإنقاذ المدنيين.
ختامًا، ومع انعقاد اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، نناشد المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن المأساة السودانية، وأن يمارس أقصى درجات الضغط على جميع الأطراف لإنهاء الحرب، حمايةً للمدنيين، وصونًا لكرامة هذا الشعب الصامد.

رئيس التحرير ادم موسى اوباما

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top