Darfur Victims Support

تقرير مفصل عن قصف قوات الدعم السريع لمعسكر أبو شوك للنازحين وكلية جنوب الصحراء وتأثيره على المناطق المدنية الأخرى في شمال دارفور

منظمة مناصرة ضحايا دارفور

تقرير مفصل عن قصف قوات الدعم السريع لمعسكر أبو شوك للنازحين وكلية جنوب الصحراء وتأثيره على المناطق المدنية الأخرى في شمال دارفور

التاريخ: 3 سبتمبر 2024

مقدمة

يهدف هذا التقرير إلى تقديم رواية شاملة عن القصف المدفعي الذي نفذته قوات الدعم السريع على المناطق المدنية في شمال دارفور، مع التركيز بشكل خاص على الهجوم على معسكر أبو شوك للنازحين في 1 سبتمبر 2024. كما يغطي التقرير قصف كلية جنوب الصحراء ومستشفى الشرطة، ويقدم تحليلًا مفصلاً للأحداث والأثر البشري والأبعاد الأوسع لحماية المدنيين في المنطقة.

قصف معسكر أبو شوك للنازحين

في 1 سبتمبر 2024، شنت قوات الدعم السريع قصفًا مدفعيًا استهدف معسكر أبو شوك للنازحين الواقع في عاصمة شمال دارفور، الفاشر. بدأ القصف حوالي الساعة 3:45 مساءً بتوقيت السودان المحلي. وفقًا لشهادة شاهد عيان قدمها لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور، استهدف القصف المدفعي بلوك 10 وبلوك 13 في الجانب الغربي من المعسكر.

سقطت أربع قذائف داخل المعسكر، مما أدى إلى تدمير منزل السيد علي آدم موسى، وهو معلم وسائق سيارة يبلغ من العمر 55 عامًا في المعسكر. وقد أصيب ابنه البالغ من العمر 15 عامًا، وائل يوسف آدم موسى، في يده. وللأسف، قُتلت المواطنة فريدة أحمد إسماعيل، البالغة من العمر 23 عامًا، والمقيمة في بلوك 10، في الهجوم.

قصف كلية جنوب الصحراء

في 26 أغسطس 2024، تعرضت كلية جنوب الصحراء في شمال دارفور لقصف مدفعي كثيف من قبل قوات الدعم السريع. أدى الهجوم إلى تدمير جزئي للكلية، بما في ذلك تدمير كبير للقاعة الكبرى والمشرحة وعدة مكاتب إدارية.

يمكن تتبع هذا الهجوم إلى المراحل الأولى من الصراع الذي بدأ في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. بحلول 10 مايو 2024، سيطرت القوات المسلحة السودانية على مباني الكلية، وحولتها إلى قاعدة عسكرية للقطاع الشمالي الشرقي تحت قيادة النقيب آدم كوسوفو، وهو شخصية عسكرية بارزة. إن احتلال هذه المؤسسة التعليمية من قبل الجيش هو السبب الرئيسي وراء استهداف الكلية والمناطق المحيطة بها من قبل قوات الدعم السريع.

كلية جنوب الصحراء، التي تأسست في عام 2018 بواسطة الدكتور سليمان جدو، وهو من أبناء دارفور، ويرأسها الدكتور الصادق خلف الله من أم درمان، كانت تمثل إنجازًا كبيرًا في تجهيزاتها وبيئة الدراسة ورؤيتها. إن تدمير هذه المؤسسة لا يمثل فقط خسارة كبيرة للبنية التحتية التعليمية في دارفور، ولكنه أيضًا يبرز مخاطر استخدام المؤسسات المدنية لأغراض عسكرية.

قصف مستشفى الشرطة

في 25 أغسطس 2024، تعرض مستشفى الشرطة في الفاشر أيضًا لقصف مدفعي كثيف من قبل قوات الدعم السريع. أدى القصف إلى تدمير جزئي للمستشفى. وأفاد شهود عيان لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور أن المستشفى كان يقدم خدماته الحيوية للمدنيين، وخاصة النازحين الذين فروا من طويلة وكتم ونيالا والجنينة وزالنجي. وكان المستشفى خاليًا تمامًا من أي وجود عسكري وقت الهجوم.

أدى استهداف هذا المستشفى إلى معاناة المدنيين في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية. إن الاستهداف المتعمد للمرافق الصحية والمستشفيات يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي ويجب إدانته بأشد العبارات.

الخاتمة والتوصيات

تؤكد سلسلة القصف المدفعي الأخيرة في شمال دارفور، التي تستهدف المدنيين والمؤسسات التعليمية والمرافق الصحية، على الحاجة الملحة للتدخل الدولي. إن هذه الأعمال العنيفة لا تنتهك فقط مبادئ القانون الإنساني الدولي، بل تؤدي أيضًا إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في دارفور.

تدعو منظمة مناصرة ضحايا دارفور مجلس الأمن الدولي والهيئات الدولية الأخرى ذات الصلة إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لحماية المدنيين في دارفور. ونوصي بما يلي:

1. المساعدة الإنسانية الفورية:

• تقديم مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء والمياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية والخيام ومرافق الإيواء إلى المناطق المتضررة، وخاصة معسكر أبو شوك والمناطق المحيطة به.

2. تشكيل آليات لحماية المدنيين:

• تشكيل آلية استجابة سريعة تحت إشراف دولي لحماية المدنيين من الهجمات المستقبلية، وضمان التزام جميع أطراف النزاع بالقانون الإنساني الدولي.

3. التحقيق والمساءلة:

• إجراء تحقيقات شاملة في حوادث القصف الأخيرة ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية.

4. إزالة الطابع العسكري عن المناطق المدنية:

•  اتخاذ تدابير عاجلة لإزالة الطابع العسكري عن المؤسسات التعليمية والمرافق الصحية وغيرها من المناطق المدنية لمنع استخدامها كقواعد عسكرية وتعرضها للاستهداف من قبل القوات المتحاربة.

تظل منظمة مناصرة ضحايا دارفور ملتزمة بالدفاع عن حماية وحقوق جميع المدنيين في دارفور وستواصل مراقبة الوضع عن كثب وتقديم التحديثات حسب الضرورة.

إعداد: منظمة مناصرة ضحايا دارفور

التاريخ: 3 سبتمبر 2024

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top