منظمة مناصرة ضحايا دارفور
٧ أكتوبر ٢٠٢٤م
تقرير حول قصف قوات الدعم السريع لمعسكر أبو شوك للنازحين (نيفاشا) في ٦ أكتوبر ٢٠٢٤
في صباح ٦ أكتوبر ٢٠٢٤م، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى في مدينة الفاشر، ولاية شمال دارفور، حيث تركزت الاشتباكات في المناطق الشمالية والشرقية لمعسكر أبو شوك للنازحين. بدأت الاشتباكات حوالي الساعة التاسعة صباحًا واستمرت حتى الساعة الحادية عشرة والنصف.
وفي خطوة تصعيدية خطيرة، قامت قوات الدعم السريع في الساعة الثانية عشرة ظهرًا بقصف المعسكر باستخدام المدفعية الثقيلة. وأفادت شهادات شهود عيان موثوقة أن ما يقارب ٤٠ قذيفة مدفعية عيارات ٦٥ و٨٠ و١٢٠ ملم سقطت داخل المعسكر. أُطلقت القذائف من مواقع قوات الدعم السريع في المنطقة الشرقية خلف معسكر جبل أبو جا، واستهدفت بلكات ٢٧ و٢٨ وامتداد المعسكر في بلك ٢٥ من الناحية الشمالية، وأيضًا بلك ٢١ من الناحية الغربية. استمر القصف حتى الساعة الخامسة مساءً، ما أدى إلى تدمير منازل المدنيين بشكل واسع النطاق، وأسفر عن مقتل ٤ مدنيين وإصابة ١٠ آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
تدين منظمة مناصرة ضحايا دارفور بأشد العبارات هذا الهجوم العنيف الذي استهدف المدنيين الأبرياء في معسكر النازحين، وتعتبره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان. وتطالب المنظمة بوقف فوري وشامل لجميع الأعمال العدائية ضد المدنيين، كما تدعو إلى تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة ومحاسبتهم وفقًا للمعايير القانونية الدولية.
التوصيات:
١. إجراء تحقيق ومحاسبة الجناة: تدعو منظمة مناصرة ضحايا دارفور إلى فتح تحقيق عاجل وشامل في هذه الهجمات، مع محاسبة جميع المتورطين، سواء كانوا قيادات عسكرية أو عناصر ميدانية، وضمان محاكمتهم أمام الجهات القضائية المختصة محليًا أو دوليًا.
٢. حماية المدنيين: تطالب المنظمة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين في دارفور، بما في ذلك تفعيل آليات فاعلة لمراقبة الأوضاع الميدانية وضمان وقف استهداف المدنيين.
٣. فك الحصار عن مدينة الفاشر: تجدد المنظمة مطالبتها لقوات الدعم السريع برفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر فورًا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى المناطق المتضررة، وتمكين المواطنين من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون تهديد مباشر لأمنهم وسلامتهم.
تأتي هذه الحادثة المأساوية كجزء من سلسلة طويلة من الانتهاكات المستمرة التي تشهدها دارفور منذ اندلاع النزاع في الإقليم، حيث يعيش المدنيون في معسكرات النازحين تحت تهديد مستمر لأمنهم وسلامتهم. إن الاستهداف المتعمد للمدنيين، وخاصة في معسكرات النازحين، يمثل واحدة من أخطر الممارسات التي تنتهك القوانين الدولية وتعرض حياة الآلاف من الأبرياء للخطر. مع مرور السنوات وتزايد حدة النزاع، تستمر الهجمات العشوائية والمباشرة على المدنيين في ترسيخ واقع من العنف والدمار في دارفور، ما يفاقم من معاناة النازحين ويعطل جهود إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وتشدد منظمة مناصرة ضحايا دارفور على أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المعسكرات، والاعتداءات المستمرة من قبل الأطراف المتنازعة، لا يمكن التعامل معها كأحداث معزولة، بل هي جزء من أزمة أعمق تتطلب استجابة شاملة وفورية من المجتمع الدولي. إن التراخي في التعامل مع هذه الانتهاكات يعزز من ثقافة الإفلات من العقاب ويشجع الأطراف المتورطة على مواصلة ارتكاب الجرائم بحق المدنيين.
في ظل هذه الظروف، تدعو المنظمة إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لفرض تدابير ملزمة توقف استهداف المدنيين وتعيد الأمور إلى مسارها الطبيعي. كما يجب أن تتحمل الأطراف الدولية والإقليمية مسؤولياتها في دعم العملية السياسية التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء النزاع في دارفور. إن الحلول العسكرية وحدها لم ولن تؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويجب أن ترافقها جهود دبلوماسية قوية تهدف إلى معالجة جذور الأزمة.
ومن جانب آخر، فإن مسؤولية حماية المدنيين تقع أيضًا على عاتق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعليهم الالتزام الكامل بالقوانين الدولية الإنسانية وضمان حماية المدنيين وتقديم المساعدات الضرورية لهم. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة هذه الجرائم المروعة، بل يجب أن يكون هناك موقف حازم يدعو إلى إنهاء هذا النزاع الدموي وتقديم المجرمين إلى العدالة.
في ختام هذا التقرير، تجدد منظمة مناصرة ضحايا دارفور التزامها بمواصلة رصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في دارفور، وتقديم الدعم اللازم للضحايا والعمل مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان تحقيق العدالة والمحاسبة لكل من تورط في هذه الجرائم. وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بالمسؤولية والعمل بجدية نحو وضع حد للعنف والتوصل إلى حلول سلمية ودائمة للأزمة.