DVS Org

العدد الثامن عشر: “لا حل عسكري في السودان… أوقفوا الحرب وتحدثوا من أجل السلام

بقلم: أم موسى أوباما

رئيس تحرير صحيفة أصوات الضحايا

في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ وطننا، ونحن نُصدر العدد الثامن عشر من صحيفتنا الأسبوعية، نتوجه بجزيل الشكر إلى مجلس إدارة منظمة مناصرة ضحايا دارفور، وفريق العمل الميداني والإعلامي، وجميع شركائنا في الداخل والخارج الذين واصلوا العطاء رغم قسوة الظروف.

نحن كمنظمة ندين ، وبأشد العبارات جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين في كل بقاع السودان، سواء صدرت من الجيش أو من قوات الدعم السريع أو من أي مجموعات متحالفة معهما. فالقصف الجوي على المدن وتدمير البنية التحتية يُعدّ جريمة حرب بحق أبناء هذا الشعب الذي يعاني ويلات النزاع منذ شهور طويلة.

إن ما يُدمّر اليوم في نيالا، الخرطوم، الدمازين، النيل الأزرق، الجنينة، زالنجي، وسرف عمرة، ليس سوى مقدرات الشعب السوداني نفسه. لذلك، نطالب بإيقاف فوري لاستخدام الطائرات المسيّرة من أي طرف كان، ونؤكد من جديد أنه لا حل عسكري للنزاع في السودان، وأن المخرج الوحيد هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

كما نُجدد دعوتنا للرباعية والدول الراعية للسلام للضغط على الأطراف كافة من أجل إعلان وقفٍ لإطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر والمناطق المحاصرة.

ونطالب القوات المسلحة بوقف استخدام الطائرات في نقل الأسلحة، وتوجيه جهودها بدلًا من ذلك نحو إيصال الغذاء والدواء وحليب الأطفال للنساء والجرحى داخل المدن المنكوبة.

نُثمن عالياً جهود المنظمات الوطنية، وفي مقدمتها منظمة مناصرة ضحايا دارفور ومنظمة الأمل والملاذ، في تنفيذ مشاريع الدعم الإنساني رغم ضيق الموارد، من توزيع السلال الغذائية في مناطق طويلة وكورما ومعسكر النيم، إلى دعم المجتمع اليوغندي المضيف في كمبالا، احتفاءً بروح التضامن الإنساني التي تربط شعبينا.

كما نحيّي الفعاليات التي نظمتها المنظمة بمناسبة شهر أكتوبر الوردي في سيتا باجو بأوغندا وأبو كارينكا بشرق دارفور، والتي أبرزت أهمية التوعية الصحية والنفسية للنساء.

وندين بشدة كل العمليات العسكرية التي طالت الدمازين، مطار الخرطوم، أم درمان، سرف عمرة، كبكابية، نيالا، ومعسكر سيليك ووحدة كورما الإدارية، مؤكدين من جديد أنه لا سبيل لإنهاء هذه الكارثة إلا عبر الحل السلمي والحوار الشامل.

نترحم كذلك على أرواح قيادات الإدارة الأهلية في كردفان الذين اغتيلوا بطائرة مسيرة، ونطالب بتحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

كما ندين بشدة استهداف رموز ادارة قبيلة المجانين، وعلى رأسهم الناظر محمد حسب الله، ونطالب بلجنة تحقيق عاجلة تكشف الجناة وتضع حدًا لدوامة الإفلات من العقاب.

ورغم شح الإمكانيات، سنواصل في منظمة مناصرة ضحايا دارفور وشركاؤها جهودنا الإنسانية في تقديم المساعدات الطبية والغذائية، مؤمنين أن صوت الضحية سيبقى حيًا حتى آخر لحظة من الحرب، حاملًا رسالة الحق والعدالة والسلام.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top