تشهد ولاية شمال دارفور في الآونة الأخيرة تصاعدًا خطيرًا في وتيرة الغارات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة السودانية عبر الطيران المسيّر والمقاتلات الحربية، في نمط بات يتكرر بصورة ممنهجة ضد مناطق مأهولة بالمدنيين، خاصة في محيط مدن الفاشر والكومة والطويشة. وتشير تقديرات ميدانية إلى أن مدينة الكومة وحدها تعرّضت خلال الأشهر الثلاثة الماضية لما لا يقل عن خمس هجمات جوية استهدفت منازل ومواقع مدنية دون تمييز.
وفي أحدث هذه الهجمات، قصفت طائرة مسيّرة تابعة للقوات المسلحة السودانية صباح يوم السبت الموافق 11 أكتوبر 2025م، في تمام الساعة العاشرة وعشرين دقيقة بتوقيت السودان، مدينة الكومة الواقعة شمال شرق الفاشر بنحو 76 كيلومترًا، مستهدفة منزل القيادي الأهلي الشيخ أحمد رابح دشيش أثناء انعقاد جلسة صلح أهلي (جودية) بين مجموعتين محليتين.
أسفر القصف عن مقتل 16 مدنيًا بينهم 8 أطفال، وجرح 22 آخرين بعضهم في حالة حرجة نتيجة نقص الأدوية والإمدادات الطبية في مركز صحي الكومة. وقد تم دفن الضحايا في مقبرة جماعية بمقابر المدينة وسط حالة من الحزن والصدمة.
من بين القتلى: موسى آدم (55 عامًا)، الصادق صلاح (15 عامًا)، حسون آدم أحمد ركزة (11 عامًا)، حمدتو الهادي عقال (12 عامًا)، شهاب الشريف رابح دشيش (42 عامًا)، موسى أحمد محمد تارس (27 عامًا)، عرفات محمود حامد (13 عامًا)، أمين صلاح مجازي (10 سنوات)، إبراهيم موسى إبراهيم (57 عامًا)، صديق أحمد رابح (31 عامًا)، محمد علي الطاهر (15 عامًا)، صديق الهادي عبد الله (22 عامًا)، معتصم الناقي (17 عامًا)، المعز آدم عيسى ركزة (16 عامًا)، معاوية قسم عبد الرسول (18 عامًا)، وعمار أبو دقو (18 عامًا).
أما الجرحى، فقد شملوا: مقداد أحمد عيد حبيل، علاء الدين محمود حامد، إبراهيم رابح دشيش، إيهاب حامد عيسى دشيش، هاجي صديق عبد الله الصافي، المعز آدم عيسى، وعماس عبد الفضيل مجازي، إلى جانب آخرين لا يزالون يتلقون العلاج في ظروف بالغة الصعوبة داخل المدينة.
تؤكد منظمة مناصرة ضحايا دارفور أن هذا الهجوم يُعد انتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تحظر استهداف المدنيين والمناطق السكنية، وترقى هذه الأفعال إلى جرائم حرب وفقًا للمادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. كما أن الطبيعة المتكررة والمنهجية لهذه الغارات تشير إلى سياسة مقصودة تهدف إلى بث الرعب في أوساط السكان المحليين وإجبارهم على النزوح.
إن المنظمة إذ تدين بأشد العبارات هذا الهجوم الوحشي، تطالب بفرض حظر فوري على الطيران العسكري فوق إقليم دارفور، وفتح تحقيق دولي مستقل في الغارات الجوية المتكررة التي تستهدف المدنيين في شمال دارفور، وتقديم المسؤولين عنها للعدالة.
كما تناشد المنظمة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسكان الكومة والمناطق المجاورة التي باتت تعيش تحت تهديد دائم من الغارات الجوية والقصف العشوائي.
https://www.tiktok.com/@darfur_victims_support/video/7560354959036894476
